Issue 1: Inaugural Issue

شهوة

جلال الماغوط

منذ القديم، والمطر في مدينتنا
حبيبتي
مجبول بالألواح
و من يدعي عذوبته..
و يتغّّنى بنقائه ..
َكمن يحاول استحضار تفاصيل جارته
وهو يضاجع زوجته
ُمتناسياً الذروة،
التي ستفقأ خيالاته.
و الآن،في هذه الذروة
هىناك من تفاجأ بالوحل
و هناَك من يعرف مُسبقا ً،
انّ الطين والغبار..
يدخلان في مكّونات قلبه،
كما أبنيةَ ادلدينة.
اذاً؟..
و قد صاَر لنا من القلِق وسَع السّماوات و الأرض..
تعالي نقتل ُ اللـه،
لم يمُتْ بما فيه الكفاية في المرّة السّابقة..
وهو الآن يحشدُ لنا الأبالسة،
و الأقدار السّئية..
ليعيد الَكّرَة من جديد..
أعرفك جيداً يا حبيبي..
أعرفك
رأيتك نائماً،
رأيتك باكياً،
حتى أني رأيتك تتقّيأ..
أعرفَك جيداً
نحن من نسلٍ واحد..
لسنا سوى وحشين.